التقديم المعنوي للنص هو ظاهرة لغوية تتمثل في تقديم بعض العناصر في النص على غيرها، وذلك بهدف إبراز أهمية هذه العناصر أو التأكيد عليها أو غيرها من الأغراض البلاغية.
يختلف التقديم المعنوي عن التقديم اللغوي، والذي يتمثل في تقديم بعض العناصر في الجملة على غيرها، وذلك وفقًا لترتيب الكلمات في الجملة. فعلى سبيل المثال، في الجملة "قرأت الكتاب الأحمر"، فإن التقديم اللغوي هو تقديم الفاعل "أنا" على المفعول به "الكتاب"، وذلك لأن الفاعل يأتي قبل المفعول به في الجملة الفعلية.
أما التقديم المعنوي، فيمكن أن يحدث في أي جزء من النص، سواء كان جملة أو فقرة أو مقطعًا أو حتى النص كله. فعلى سبيل المثال، في النص القرآني "وَمَنْ يَعْمَلْ سَيِّئَةً فَلَهُ مِثْلُهَا"، فإن التقديم المعنوي هو تقديم الجزاء على الفعل، وذلك بهدف التأكيد على أهمية الجزاء وارتباطه بالفعل.
هناك العديد من الأغراض البلاغية التي يمكن أن يحققها التقديم المعنوي، منها:
- إبراز أهمية العنصر المقدم: فعندما نتقدم عنصرًا ما في النص، فإننا نؤكد على أهميته ونجعله محط اهتمام القارئ. فعلى سبيل المثال، في النص "العلم نور، والجهل ظلام"، فإن التقديم المعنوي لعنصر "العلم" يؤكد على أهميته ودوره في حياة الإنسان.
- التأكيد على العنصر المقدم: يمكن أن نستخدم التقديم المعنوي للتأكيد على عنصر ما في النص، وذلك من خلال تكراره أو ذكره في بداية النص أو نهايته. فعلى سبيل المثال، في النص "الصدق منجاة، والكذب مُهلِك"، فإن التقديم المعنوي لعنصر "الصدق" في بداية النص ونهاية النص يؤكد على أهميته وضرورة الالتزام به.
- ربط العناصر في النص: يمكن أن نستخدم التقديم المعنوي لربط العناصر في النص، وذلك من خلال تقديم عنصر يرتبط بعنصر آخر. فعلى سبيل المثال، في النص "النجاح يبدأ بالخطوة الأولى"، فإن التقديم المعنوي لعنصر "الخطوة الأولى" يربط بين عنصر "النجاح" وعنصر "البداية".
يمكن أن نتعرف على التقديم المعنوي في النص من خلال دراسة سياق النص ودلالاته. فعلى سبيل المثال، في النص "العلم نور، والجهل ظلام"، فإن التقديم المعنوي لعنصر "العلم" يؤكد على أهميته ودوره في حياة الإنسان، وذلك من خلال المقارنة بين العلم والجهل.
وفي الختام، فإن التقديم المعنوي هو ظاهرة لغوية مهمة يمكن أن تستخدم لتحقيق العديد من الأغراض البلاغية.
