التقديم المعنوي هو إخراج معنى معين في مقدمة الكلام، دون أن يكون ذلك مقتضىًا لترتيب الجملة النحوي. أي أن التقديم المعنوي هو تقديم شيء غير متوقع أو غير متوقَّع في مقدمة الكلام، وذلك بهدف إبرازه وإعطائه أهمية أكبر.
يختلف التقديم المعنوي عن التقديم المادي، الذي هو تقديم شيء ما في مقدمة الكلام بناءً على ترتيبه النحوي. فمثلًا، في الجملة "اشترى محمد سيارة جديدة"، يكون تقديم الفاعل "محمد" تقديمًا ماديًا، لأنه هو الذي يقوم بالفعل. أما في الجملة "السيارة الجديدة التي اشتراها محمد فخمة جدًا"، يكون تقديم المفعول به "السيارة الجديدة" تقديمًا معنويًا، لأنه هو الشيء الذي يُريد المتحدثُ إبرازه وإعطائه أهمية أكبر.
من الأمثلة على التقديم المعنوي في اللغة العربية:
- "الظلم ظلمات يوم القيامة" (تقديم الظلم على الظلمات، لإبراز خطورة الظلم).
- "العلم نور" (تقديم العلم على النور، لإبراز أهمية العلم).
- "الصدق منجاة" (تقديم الصدق على المنجاة، لإبراز قيمة الصدق).
يمكن أن يُستخدم التقديم المعنوي في مختلف أنواع الأدب، مثل الشعر والنثر والخطابة. فهو يُعدُّ من الأساليب البلاغية التي تُسهم في إبراز المعنى وإثرائه.
فيما يلي بعض الأغراض التي يُستخدم التقديم المعنوي من أجلها:
- إبراز الشيء أو المعنى المقدم وإعطائه أهمية أكبر.
- لفت انتباه القارئ أو السامع إلى الشيء أو المعنى المقدم.
- تحقيق التشويق والإثارة في الكلام.
- إحداث إيقاع موسيقي في الكلام.
وأخيرًا، يجب ملاحظة أن التقديم المعنوي ليس دائمًا موفقًا، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى تشويش المعنى أو غموضه. لذا، يجب استخدامه بعناية ووعي.