في أول عشر أبيات من قصيدة نهج البردة للشاعر أحمد شوقي، نجد العديد من الصور البلاغية، ومنها الاستعارات التصريحية والمكنيّة والتمثيلية.
الاستعارة التصريحية هي التي يصرح فيها الشاعر بذكر المشبه والمشبه به، ويفصل بينهما أداة استعارة، مثل:
- المشبه: ريم
- المشبه به: الغزال
في البيت الأول من القصيدة، يقول الشاعر:
ريم على القاع بين البان والعلم أحل سفك دمى في العشائر
في هذا البيت، شبه الشاعر محبوبته بـ"ريم" الغزال، وذلك باستخدام أداة الاستعارة "على".
- المشبه: محبوبة الشاعر
- المشبه به: ريم الغزال
في البيت الثالث من القصيدة، يقول الشاعر:
يا لائمي في هواه والهوى قدر
في هذا البيت، شبه الشاعر الهوى بـ"القدر"، وذلك باستخدام أداة الاستعارة "في".
الاستعارة المكنية هي التي لا يصرح فيها الشاعر بذكر المشبه به، بل يكتفي بذكر المشبه، ويترك للقارئ استنتاج المشبه به، مثل:
- المشبه: الدم
- المشبه به: الماء
في البيت الثاني من القصيدة، يقول الشاعر:
لما رأى رنا حدثتني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالسهام المصاب
في هذا البيت، شبه الشاعر "السهام" بـ"الماء"، وذلك لأن الدم سائل يشبه الماء، ولأن السهام تسبب جرحاً يسيل منه الدم.
- المشبه: محبوبة الشاعر
- المشبه به: الغزال
في البيت التاسع من القصيدة، يقول الشاعر:
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى أبداً
أسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
في هذا البيت، شبه الشاعر محبوبته بـ"الغزال"، وذلك لأن الغزال ينام في الليل، ومحبوبة الشاعر لا تنام بسبب حبه.
الاستعارة التمثيلية هي التي تشبّه فيها حالة أو حدث بحالة أو حدث آخر، وذلك باستخدام أداة استعارة، مثل:
- المشبه: حال محبوبة الشاعر
- المشبه به: حال الربيع
في البيت السابع من القصيدة، يقول الشاعر:
ونفسك تخفي كل مبكية
وإن بدت لك منها حسن مبتسم
في هذا البيت، شبه الشاعر حال محبوبته بحال الربيع، وذلك لأن الربيع يملأ الدنيا بالبهجة والسعادة، ومحبوبة الشاعر تتمتع بجمال ورونق يبعثان السرور في قلب الشاعر.
- المشبه: حال الناس في الجاهلية
- المشبه به: حال الناس في الظلام
في البيت الثامن من القصيدة، يقول الشاعر:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقومِ النفس بالأخلاق تستقم
في هذا البيت، شبه الشاعر حال الناس في الجاهلية بحال الناس في الظلام، وذلك لأن الناس في الجاهلية كانوا يعيشون في جهل وضلال، ولأن الناس الذين لا أخلاق لهم يعيشون في ظلام الجهل.
وهكذا، نرى أن الشاعر أحمد شوقي استخدم العديد من الصور البلاغية في أول عشر أبيات من قصيدة نهج البردة، ومنها الاستعارات التصريحية والمكنيّة والتمثيلية، والتي ساهمت في إبراز جمال الصورة الشعرية وإثراء المعنى.