سبب تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من الجلوس بالطريق هو خشية إيذاء الناس. فالطرقات هي ملك للجميع، ويجب على الجميع مراعاة حقوق الآخرين. ومن شأن الجلوس في الطرقات أن يعيق حركة المرور، ويسبب الضيق والإزعاج للمارّة. كما أن الجلوس في الطرقات قد يؤدي إلى مضايقة النساء، أو نشر الإشاعات، أو الوقوع في الفتن.
وقد ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري، حيث قال: "إياكم والجلوس في الطرقات". فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها. قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها". قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر".
وبناءً على هذا الحديث، فإن حق الطريق يشمل الأمور التالية:
- غض البصر، وعدم التحديق في النساء.
- كف الأذى، وعدم إيذاء الناس بالقول أو الفعل.
- رد السلام، وإلقاء السلام على من يمر من الطريق.
- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
وإذا كان الجلوس في الطرقات ضروريًا، فيجب على الجالس أن يراعي هذه الحقوق، ويحرص على عدم إيذاء الآخرين.