المفارقة في القصة:
توقعنا ان العم محجوب سيبيع النخلة لأنه عانى وذاق الامرين ولكنه في النهاية لم يبعها , ولم يدعنا الطيب صالح ان نعيش تلك النهاية كما توقعناها ففاجأنا في النهاية غير الدرامية لتزداد القصة قوة وتماسكا وتكتسب ابعادا جديدة , ويكسبها بهاء ذلك البعد الايماني في خاتمتها المفاجئة وايضا لتظل النخلة على الجدول شامخة مثلما أرادها شيخ محجوب حين قاوم أقسى الظروف الحياتية ورفض بيعها.
الفجوات في النص(نظام التَفجِية):
تقسم الفجوات في النص الى قسمين:
1.الفجوات النصيّه (نقص في المعلومات)ولكن مع متابعة القراءه نجد أن هذه الفجوات قد سُدت.
2.الفجوات غير النصية لا نجد المعلومات في النص حتى لو أنهينا القراءة (يبقى لدينا نقص في المعلومات .
الاسترجاع الفني في القصة بواسطة اسلوب الاسترجاع الفني تعرفنا على خلفية الاحداث الحاصلة في النص وهي ان شيخ محجوب كان قبل خمسٌ وعشرين عاماً شاباً منبوذاً محتقراً متهماً بالغباء والخيبة ولم يكن أحد يظن انه سوف يتزوج في يومٍ من الايام. الى انه وجد النخلة التي رماها اسماعيل وكانت صغيره بلا أضراس فأخذها وزرعها على حافة الجدول وسقاها بإبريق الوضوء وقرأ عليها ما تيسر من القرآن الكريم مقلداً في ذلك أباه فكان ان نَمَت هذه النخلة واصبحت مثمرةً وكانت سبباً في جلب الحظ والخير لشيخ محجوب فبعد ستة أشهر من زرع النخلة تزوج من ابنة عمه وأنقلب حاله بعد ذلك فأصبح من اغنياء المنطقة وسرعان ما تبدل هذا الحال فأُصيب بالفقر واحتاج لبيع هذه النخلة التي تعلق بها تعلقه بأبنائه وعندما لم يدفع التاجر ثمناً جيداً(القيمة الحقيقية للنخلة)اغلق المساومة بكلمة "يفتح الله" وبعدها انفتحت طاقة الخير بمعجزة (لمّح لها الكاتب بالراحة النفسية) فبعد خمسِ سنواتٍ من غياب حسن ومن غير مؤشر لعودته يرسل الغائب طرداَ فيه ملابس حديثه ومبلغاً قدره ثلاثين جنيهاً فتحل أزمة شيخ محجوب الاقتصادية والنفسية ويعفو عن حسن وتبقى نخلته معه وتنتهي القصة من حيث بدأت.
المغزى من وراء القصه:
جاءت قصة نخله على الجدول لتعالج قضيتين هامتين في المجتمع السوداني
أولهما انتهازية التجار واصحاب رؤوس الاموال واستغلال الفقراء الفلاحين وبهذا يسلط الكاتب الضوء على قضيه اجتماعيه من الدرجة الاولى(البساطة والفقر امام القوه ورأس المال) ...
أما القضية الثانية فهي قضيه ذاتيه وهي قضية الايمان بالله وبالقضاء والقدر التي كانت سبباً في حل أزمة شيخ محجوب.
يظهر لنا الطيب صالح في هذه القصة مثالاً للمسلم المتدين حتى النخاع.
كتابات الطيب صالح رافضه للانتهازية وللاستغلال متأثره بالمدرسة الواقعية الاشتراكية التي سيطرت على المزاج الادبي بالخمسينات من القرن الماضي. ولا تُخفينا النظرة الاشتراكية التي ظهرت في كتاباته مما جعلت البعض يعتقد ان الطيب صالح من الشيوعيين الاشتراكيين ولكن من ناحيه اخرى برز في أدبه ايمانه بالله مما جعل الاسلاميين يعتبرونه من رجاله. ولكن في الحقيقة الطيب صالح لم يحسب لا على الاسلاميين ولا على الاشتراكيين انما هو واحدٌ من ابناء المجتمع السوداني الذي اهتم لقضاياه وسكب معاناته داخل قصصه.
ملاحظات:
في القصة صراعان مزدوجان:
الصراع الداخلي: متمثلاً في رثاء الشيخ محجوب لحاله التي اصبحت ضيقاً بعد بحبوحة اقتصاديه وكآبة وهمّاً بعد سرور وسعادة.
الصراع الخارجي: متمثلاً في انعدام مصدر الرزق وذهاب المُعين(ساعده الايمن-حسن) وابتعاد الناس عنه وتكالب الدنيا عليه.
الواقعية في القصة:
الشخصيات الأسماء): محجوب, التاجر حسين, اسماعيل, الحمار, عائلة العم محجوب.
الاماكن:الجدول, الضيعة ,السودان, الخرطوم, المسجد, مصر, الصعيد, النيل.
الاحداث:العادات والتقاليد- الاستعداد للعيد, عملية الزرع(النباتات),العرس والاستعداد له, ,السفر , الصلاة, التجارة.
اللغة: أبيات شعرية, ملاءمة اللغة للشخصية والاحداث, تطعيم اللغة العامية ,الاقتباس من القرآن الكريم.
زاوية الأشراف كلية: الراوي المشرف العليم بكل شيء
1.يعرف عن الشخصيات كل شيء
2.يعرف ما يدور في ذهن الشخصية (أي يغوص الى اعماق الشخصية ويصورها وهي تفكّر وكيف تشعر...) . يكون الراوي العليم بكل شيء متدخلاً وقد يكون محايداً في قصة "نخلة على الجدول". هو راوٍ متدخل واحيانا يمزج صوته بصوت الشخصية المركزية فيصعب التفريق بينهما (ألا ما كان أبرك هذا ألعام..).
التدوير:
فيه يبدأ الكاتب قصه بنقطه معينه(جمله-عباره)وينهيها بذات العبارة(يفتح ألله)
الهدف: تأكيد على فكرة الكاتب او قصد الكاتب من وراء العبارة او محاولة اقناعنا كقرّاء بها. وهنا ترتبط عبارة "يفتح ألله" بالموروث الديني والايمان الراسخ في نفس الشيخ محجوب.
3 - اسئلة على القصّة وردت في امتحانات سابقة :
من قصّة "نخلة على الجدول" للطيّب الصالح
وقبل أن ينطلق الحمار بعيدًا أبصر محجوب ابنته الصغيرة تهرول نحوه مضطربة فرحة. فتحرّك في قلبه أمل بدا عسيرًا مستحيلاً أبعده عنه. ولم ينتظر الطفلة ريثما تصل، بل أسرع نحوها يسألها عن الخبر )شنو؟ مالك؟( وحاولت الصبية أن تفضّ إليه النبأ بصوت متكسّر ألثغ: )الناس ... دالو ودست البنات دا من مسر ... وداب لنا معه دواب من حسن أخوي(. جواب من حسن؟ وانطلق الرجل كالمجنون لا يفكّر ولا يعي ينبض قلبه معربدًا بين جنبيه. يطغى الأمل بين حناياه مرّة على اليأس، ويفيض اليأس تارة فيغرق الأمل. وابنته الصغيرة تمسك بطرف ثوبه المتّسخ، تسرع جاهدة لكي تمشي معه، وهي أثناء ذلك تتباكى محتجة على خطوات أبيها المسرعة. وفي بيت )ناس ست البنات( انتظر محجوب بين صفوف المستقبلين. وفي غمرة اضطرابه لم يفت عينه المستطلعة رجال يعرفهم جاؤوا يسألون عن أبنائهم وأقاربهم، ونسوة يعرفهنّ جئن يسألن عن أزواجهنّ وأبنائهنّ. كلهم آمال مثل آماله، تجاذب اليأس ويغالبها اليأس. ولم تخطئ عينه الشاب الذي عاد من مصر، ودست البنات يرتدي ملابس نظيفة ككلّ عائد من السفر، ويتكلّم لهجة غريبة على شيخ محجوب، بادي الثقة بادي الكبرياء. وأخيرًا لمح الشاب الشيخ محجوب بين المستقبلين فدلف نحوه مبتسمًا. وشعر الرجل بالضيق والحرج، إذ تحوّلت كلّ الأبصار نحوه. ولم يع شيخ محجوب من كلام محدّثه إلا لا )حسن مبسوط - قال لك تعفي عنه. أرسل لك ثلاثين جنيه وطرد ملابس(. وفي الطريق إلى بيته تحسّس الرجل رزمة المال التي صرَّها جيّدًا في طرف ثوبه، ثمّ غرس أصابعه في الطرد السمين تحت إبطه، وانحدر طرفه من علٍ إلى غابة النخل الكثيفة الممتدّة عند أسفل البيوت، وتميّز في وسطها نخلته، ممشوقة متغطرسة جميلة تتلاعب بجريدها نسمات الشمال. وخيّل إليه أنّ سعف النخلة يرتجف مسبّحًا: )يفتح الله، يفتح الله(
. أ.اشرح العلاقة بين كلّ من آمنة وحسن من جهة ووضع أبيهما المادّي من جهة أخرى. )
ب.تجاذبَ الشيخَ محجوب نوعان من الصراع عند معرفته بخبر وصول جواب من ابنه حسن. حدّد معالم هذين النوعين، واشرحهما. )
----------------------------------
من قصّة "نخلة على الجدول" للطيّب الصالح
"يفتح الله!" . . .
"عشرون جنيهًا يا رجل، حلّ منها ما عليك من دين، وتصلح بها حالك. وغدًا العيد، وأنت لم تشترِ بعد ت كبش الضحية! وأقسم لولا أنّني أريد مساعدتك، فإنّ هذه النخلة لا تساوي عشرة جنيهات". وململ حمار حسين التاجر في وقفته. ولم يكن صاحبه قد ترجّل عنه، فإنّه لم يرد أن يظهر للشيخ ت محجوب تلهّفه على شراء النخلة ذات البنات الخمس، التي يسمّيها السودانيون في الشمال "الأساسق"، وقد قامت وسطها النخلة الأمّ، ممشوقة متغطرسة، تتلاعب بغدائرها النسمات الباردة التي هبّت من الشمال حمل ت قطرات من مياه النيل. ورأى الحمار الأبيض البدين حمارة أنثى ترعى عن بعد بين سيقان الذرة. فنهق نهيقًا أجهش ممتدًّا، ثمّ رفع رجله الخلفية اليسرى ووضعها، ورفع رجله الأمامية اليمنى ووقف على حافّة حافره، وتشاغل بخصل من نبات "السّعدة" الريّانة التي مت على حافّة الجدول، وكأنّه قد تبرّم بهذه المساومة الطويلة التي لم يكن ن من ورائها طائل. والحقّ أنّ حسين التاجر، بثيابه البيضاء الفضفاضة، وعباءته السوداء التي اشتراها في زيارة له للخرطوم، وعمامته من "الكرب" مره واحد، وحذائه الأحمر الذي لم تخرج أيدي صنّاع "المراكيب" في الفاشر ن أجود منه، وحماره الأبيض البدين اللامع، والسرج الأحمر المدهن، والفروة البنّية التي تدلّت وكادت مسّ الأرض، تكان صورة مجسّمة للكبرياء والغطرسة.
أ.يعكس النصّ أعلاه الصعوبات التي يمرّ بها الشيخ محجوب. ما هي هذه الصعوبات؟ وهل وجد لها حلا لًا؟ وضّح.
( ب.اذكر نوع الإشراف في النصّ أعلاه، ثمّ بيّن اثنتين من ميزاته. )
------------------------------------------------
من قصّة "نخلة على الجدول" للطيّب صالح
وتمتم شيخ محجوب في صوت لا يكاد يُسمع، شيء يشبه التوسّل والابتهال: «يفتح الله»، وزمّ شفتيه في ت عصبية، وعاد بعقله خمسة وعشرين عامًا إلى الوراء. ألا ما أعجب تقلّبات هذا الزمن! لقد كان يومئذ شابًّا قويًّا أعزب لم يبلغ الثلاثين بعد، يعمل في ساقية أبيه مقابل كسوته وشرابه. فلم يكن يحتاج إلى المال، ولم يكن يعرف له قيمة. وفي ذات صباح مشرق من أصباح الصيف، مرّ بابن عمّه إسماعيل، وكان الأخير منهمكًا يقلع الشتل ليغرسه في أماكن أخرى من أرض الساقية. ووقع نظر محجوب على شتلة صغيرة رماها إسماعيل بعيدًا، على أنّها خليّة من «الأضراس» لا تصلح. فالتقطها محجوب ونفض عنها التراب، وقال لابن عمّه ضاحكًا: «باكر تشوف دي تبقى مرة زيّ العجب». وتبسّم إسماعيل في سخرية، واستغرق في عمله. وعلى حافّة الجدول ت قريبًا من الساقية، شقّ محجوب حفرة صغيرة وضع فيها «النخَيْلة» وواراها التراب وفتح لها الماء بعد أن تلا آيات من القرآن وردّد في شيء من الخشوع. «بسم الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوّة إلا لا بالله»، مثلما يفعل أبوه كلّما غرس شتلة أو حصد نبتًا. ولم ينسَ أن يصبّ في الحفرة قليلاً من ماء الإبريق الذي يتوضّأُ به أبوه تيمّنًا وتبرّكًا.
أ.تظهر في النصّ أعلاه علاقة محجوب بالنخلة منذ أن كانت شتلة.
بيّن ذلك. )
( ب.الإشراف في قصّة "نخلة على الجدول" هو إشراف كلّي. استخرج من النصّ أعلاه مثالاً واحدًا يدلّ على ذلك، ثمّ بيّن لماذا اعتبرتَه إشرافًا كلّيًّا.