الفقر في الإسلام ليس عيباً ولا ذنباً، بل هو ابتلاء من الله تعالى يُختبر به العبد. وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تحث على شكر الله تعالى على كل حال، بما في ذلك حال الفقر.
وفيما يلي بعض الأمثلة على كيف يكون الفقير شكر لله تعالى:
-
الصبر على الفقر والرضا به: فالصبر على البلاء من أعظم درجات الشكر لله تعالى. وقد قال الله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155).
-
السعي في طلب الرزق الحلال: فالسعي في طلب الرزق الحلال من أعظم أسباب شكر الله تعالى. وقد قال الله تعالى: "فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الجمعة: 10).
-
الشكر على نعم الله تعالى الأخرى: فالفقير الذي يشكر الله تعالى على نعمه الأخرى، مثل الصحة والعافية والإيمان، يكون قد أدى شكر الله تعالى على نعمة الفقر أيضاً. وقد قال الله تعالى: "وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" (النحل: 18).
-
السعي في مساعدة الفقراء الآخرين: فالفقير الذي يسعى في مساعدة الفقراء الآخرين يكون قد أدى شكر الله تعالى على نعمة الفقر من خلال بذل المال أو المساعدة العينية أو المعنوية. وقد قال الله تعالى: "وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ" (سبأ: 37).
وخلاصة القول، فإن الفقر ليس عيباً ولا ذنباً، بل هو ابتلاء من الله تعالى يُختبر به العبد. وقد يكون الفقير شكر لله تعالى من خلال الصبر على الفقر والرضا به، والسعي في طلب الرزق الحلال، والشكر على نعم الله تعالى الأخرى، والسعي في مساعدة الفقراء الآخرين.