عرفت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب لأنها وقعت بين المسلمين بقيادة الرسول محمد، والأحزاب الذين هم مجموعة من القبائل العربية المختلفة التي اجتمعت لغزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين والدولة الإسلامية. وكان عدد الأحزاب حوالي عشرة آلاف مقاتل، بينما كان عدد المسلمين حوالي ثلاثة آلاف مقاتل.
وعرفت غزوة الخندق بهذا الاسم أيضاً لأن المسلمين حفرًوا خندقاً حول المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، وكان هذا الخندق هو العنصر الأساسي في نصر المسلمين في المعركة.
وانتهت المعركة بانتصار المسلمين على الرغم من كثرة عدوهم، ودخل اليأس في قلوب كفّار مكّة من القضاء على دولة الإسلام، وكشفت الغزوة عن حقيقة اليهود وحقدهم، ومكر المنافقين وخبثهم، وكانت سبباً في تحوّل موقف المسلمين من الدفاع إلى الهجوم حتى استطاعوا خلال سنين قليلة من فتح مكة، وتوحيد العرب تحت راية الإسلام.
ووقعت غزوة الخندق في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة، الموافق مارس 627م.
وإليكم بعض التفاصيل عن أحداث المعركة:
- بعد أن طرد المسلمين يهود بني النضير من المدينة المنورة، حرضوا قريش والقبائل العربية الأخرى على غزو المدينة المنورة والقضاء على المسلمين.
- استجابت قريش والقبائل العربية الأخرى لدعوة اليهود، وتجمعت جيشاً كبيراً قوامه حوالي عشرة آلاف مقاتل.
- علم الرسول محمد بالهجوم المخطط، فأمر المسلمين بحفر خندق حول المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها.
- وصل الأحزاب إلى المدينة المنورة في شهر شوال من العام الخامس من الهجرة، وحاولوا اقتحام المدينة، لكنهم فشلوا بسبب الخندق.
- ظل الأحزاب يحاصرون المدينة المنورة لمدة 15 يومًا، لكنهم لم يتمكنوا من دخولها.
- في النهاية، اضطر الأحزاب إلى رفع الحصار عن المدينة المنورة، وفشلت محاولتهم القضاء على المسلمين.
كانت غزوة الخندق من أهم الغزوات في تاريخ الإسلام، لأنها كانت بمثابة نقطة تحول في مسيرة المسلمين، حيث أثبتت قوتهم وعزمهم على الدفاع عن دينهم ووطنهم.